بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله
دفع الأوهام عن الصلاة على خير الأنام
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
في فضائل الصلاة والسلام على
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الذي تفضل على هذه الأمة بأفضل أنبيائه صلى الله عليه وسلم، وصلى عليه هو وملائكته إعلاناً
بتشريفه واصطفائه، وأمر بذلك المؤمنين ليشكروه على نعمائه، وليعرفوا حق نبيهم الهادي وحسن إبلائه،
فقال سبحانه: {إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً}[الأحزاب/56]، ثم جعل سبحانه صلاتهم عليه باباً واسعاً لكريم عطائه، فلا يصلي عليه أحد من العباد مرة إلا صلى الله عليه بها عشراً، كما روى مسلم برقم عام (408) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً“، بل روى النسائي برقم (1297) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات“([1])، وحسبك بهذا عطاءً، يدر على صاحبه كل خير، ويحط عنه كل ذنب ووزر، ويحوطه بكل حماية ورعاية.
ثم أفضل الصلاة والسلام على الرحمة المهداة سيدنا محمد وآله وصحبه، الذي دل أمته على أنواع الفضل الإلهي النابع من الصلاة عليه، فبين لهم أن الإكثار منها يمحو الذنوب، فلا يبقي لها أثراً، وييسر للمرء كل حاجة يهمه قضاؤها حتى يظل مطمئن النفس بلا هموم، فحين سأله أبي بن كعب: أأجعل لك صلاتي كلها؟([2]) قال: ”إذن تُكفى همك ويغفر ذنبك“ رواه الترمذي برقم (2457) وقال: هذا حديث حسن.
ثم بين صلى الله عليه وسلم أن الصلاة عليه بعد الأذان مع الدعاء له بالوسيلة سبب لنيل شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، فينجو بها العبد من النار إن كان أصاب ما يدخله فيها، ويرقى في درجات الجنة حسب إكثاره من تلك الصلاة المباركة إن لم يكن من أهل الذنوب، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه برقم (384): ”إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة“.
وأما السلام عليه صلى الله عليه وسلم فحسبنا في فضيلته قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد عن أبي طلحة^ برقم (16361): ”أتاني ملك فقال: يامحمد إن ربك يقول: أما يرضيك ألا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً، ولا يسلم عليك إلا سلمت عليه عشراً“([3])، وقوله صلى الله عليه وسلم: ”ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام“ فيما رواه أبو داود برقم (34)
كالعادة منقوووووووووول